لماذا لا يتم ابلاغ المرشح المرفوض بأنه مرفوض بعد المقابلة مباشرةً من دون تأجيل؟


ينزعج الكثير من الأشخاص المتقدمين للوظائف وخصوصاً بعد اجراء المقابلة عندما لا يتلقوا أي رد من الموارد البشرية بخصوص نتيجة مقابلتهم .

إذ يستغرق منهم التقدم للحصول على وظيفة وقتًا ويكلفهم جهداً ، بدءًا من إنشاء سيرة ذاتية وخطاب تعريف والبحث عن الفرص الوظيفية لدى الشركات وحتى الذهاب للمقابلة واجراء المقابلة ، وبالتالي يكون من المحبط حقاً أن لا يحصلوا على رد بخصوص نتيجة مقابلاتهم.

ومع ذلك ، فمن الشائع جدًا أن لا ترسل الشركات اشعارا للمتقدمين عندما يتم رفضهم من بعد المقابلة.

في هذا المقال ستتعرف على بعض الأسباب التي تدفع الشركات للإمتناع عن إخبار نتيجة المقابلة للمرشحين الذين تمت مقابلتهم، ومتى يجب المتابعة مع هذه الشركات حول النتيجة ، وكيفية المتابعة.

المتطلبات القانونية لإبلاغ المتقدمين للوظيفة بنتائج مقابلاتهم

في معظم الحالات ، لا يوجد هناك قانوناً يُلْزِم أصحاب العمل بإشعار المتقدمين بأنه لم يتم قبولهم في الوظيفة ، ومع ذلك ، يرى العديد من خبراء الموارد البشرية أنه يجب على أصحاب العمل إبلاغ جميع المتقدمين بنتائج مقابلاتهم .

قد يؤدي عدم القيام بذلك إلى خلق انطباع سلبي عن الشركة مما يؤدي الى ثني المتقدمين عن التفكير في العمل لدى هذه الشركة مستقبلا.

في العديد من مجالات الأعمال ، يكون المرشحون أيضًا عملاء حاليين أو عملاء محتملين وبالتأكيد لا يرغب معظم أصحاب العمل في تنفير عملائهم او تكوين صورة سيئة عن شركاتهم لدى هؤلاء العملاء.

أسباب عدم قيام الشركات بإبلاغ المتقدمين بنتائج مقابلاتهم

وفقًا لمسح اجراه Clutch ، فإن أكثر من ثلث الباحثين عن عمل قالوا إن آخر شركة رفضتهم ، فعلت ذلك من دون ان تبلغهم بنتيجة المقابلة.

لكن لماذا تتجاهل الشركات موضوع إبلاغ المرشحين بنتائج مقابلاتهم؟

أجرت مجلة U.S. News & World Report مقابلات مع بعض قادة الشركات ومديري التوظيف لمعرفة الأسباب التي تجعلهم يتجنبون إرسال رسائل الرفض الى المرشحين وكان من بين أهم تلك الأسباب :

1. كثرة طلبات التوظيف:

تتلقى الشركات ما معدله 250 سيرة ذاتية لكل وظيفة شاغرة ، وغالبا يكون من الصعب مراجعة جميع هذه السير الذاتية وقراءتها ، فضلا عن الرد على كل شخص على حدة بالرفض (هذا فيما يخص المطالبة بنتيجة التقديم على الوظيفة قبل المقابلة).

2. تجنب التبعات القانونية:

في بعض البلدان ، من المحتمل أن يؤدي إرسال خطاب رفض من بعد المقابلة إلى رفع دعوى قانونية على الشركة ، اعتمادًا على كيفية كتابته.

لذلك يرى بعض مدراء الموارد البشرية وأصحاب العمل ، أنه من الأفضل عدم إرسال أي خطاب على الإطلاق حذراً من المخاطرة بدعوى قضائية محتملة.

3. الإتصالات غير المرغوب فيها:

يمكن لرسالة الرفض التي يتم ارسالها الى المرشحين الذين تم رفضهم وتتضمن معلومات الاتصال (على سبيل المثال ، الاسم والبريد الإلكتروني ورقم الإتصال) أن تؤدي إلى اتصال مستمر غير مرغوب فيه من بعض المرشحين المرفوضين كالسؤال عن إمكانية التقدم مرة أخرى لوظيفة أخرى مستقبلا في نفس الشركة ، أو السؤال على نقاط الضعف او الأخطاء التي وفع فيها اثناء المقابلة ، وهذا ما يتجنبه معظم مختصو التوظيف لما يروا انه استنزاف لوقتهم خصوصا لو كانت لديهم الكثير من عمليات التوظيف التي تحتاج تركيزهم.

هناك أسباب أخرى قد تمنع الشركات من إبلاغ المتقدمين بنتائج مقابلاتهم ، ففي بعض الحالات ، قد تتغير بعض الظروف في الشركة فتقرر على أساسها الغاء الشاغر الوظيفي وبالتالي الغاء عملية التوظيف بمجملها او إيقاف عملية التوظيف مؤقتا ، وبالتالي لا يصح إبلاغ المرشح بأنه مرفوض في مثل هذه الحالات وفي الوقت نفسه لا يمكن ابلاغ المرشح بتلك الظروف الداخلية للشركة ، فيبقى المتقدم للوظيفة ينتظر من دون جدوى.

أيضاً في بعض الأحيان ، تؤجل الشركات اتخاذ القرار بقبول أو رفض أياً من المرشحين المتقدمين والذين تمت مقابلتهم رغبةً منها بمقابلة المزيد من المتقدمين فتكون الوظيفة لا تزال مفتوحة لكن في الوقت نفسه ترغب الشركة في توسيع خياراتها وبالنتيجة قد تتأخر الشركة في ارسال إشعار الرفض للمرشحين غير المقبولين او قد يتعذر ارسال اشعارات الرفض أصلاً بسبب كثرة المرشحين الذين تمت مقابلتهم.

كذلك قد تقوم الشركة بإجراء مقابلات مع عدة متقدمين للوظيفة ، ويقع الاختيار على متقدم واحد فقط وترسل له عرض العمل ، ولكن تؤجل ارسال إشعار الرفض الى بقية المتقدمين ، تحسباً لحالات مثل رفض المتقدم المقبول للعرض الوظيفي وبالتالي تعيد الشركة حساباتها حول بقية المرشحين فيقع الاختيار على احدهم لو كانت تتوفر فيه متطلبات الوظيفة.

كيف تتابع نتيجة مقابلتك إذا لم يصلك رد من الشركة بعد المقابلة؟

في الواقع هنالك العديد من الخيارات امامك والتي يمكنك من خلالها متابعة تقدم عملية التوظيف ومعرفة نتيجة مقابلتك.

لكن يجب أن تراعي التوقيت الزمني والترتيب عند اللجوء الى احد هذه الخيارات ، بمعنى لو رغبت بالقيام بالخيار الأول من الخيارات أدناه فيجب ان يكون ذلك بعد فترة وجيزة من انقضاء المدة التي حددها لك مختص التوظيف للإشعار، فعلى سبيل المثال (لو اخبرك مختص التوظيف انه سيتواصل معك بعد أسبوعين من المقابلة ليخبرك بنتيجة مقابلتك ، ولم يفعل فيمكنك المضي قدما بالخطوات ادناه بعد مرور أسبوع من انقضاء الفترة التي حددها لك مختص التوظيف وهي الأسبوعين، أي بعد ثلاثة أسابيع من تاريخ المقابلة).

أما إذا لم يخبرك مختص التوظيف أصلا بأنه سوف يتواصل معك بخصوص النتيجة ، فيمكنك ان تنتظر أسبوعين على الأقل من بعد تاريخ المقابلة قبل البدء بالتواصل معه ، والخيارات الاحترافية المتاحة لك للتواصل مع الشركة هي كالتالي:

1- أرسل بريدًا إلكترونيًا الى مختص التوظيف الذي قام بمقابلتك.

يمكنك أن ترسل بريد الكتروني الى مختص التوظيف او مسؤول الموارد البشرية الذي تواصل معك بخصوص موعد المقابلة وتسأله حول نتيجة مقابلتك.
احرص على ان يكون بريدك الالكتروني مختصراً ومهنياً وبلغة واضحة ومهذبة.

2- أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى مدير القسم الذي لديه الشاغر الوظيفي وقام بمقابلتك.

في حال تواصلت مع الشخص المعني بالتوظيف من قسم الموارد البشرية ولم تحصل على رد ، يمكنك التواصل مع الشخص المسؤول عن القسم ذو الشاغر الوظيفي والذي تُجرى عملية التوظيف له ، إذ لا بد ان يكون هو من قابلك جنباً الى جنب مع مختص التوظيف في لجنة المقابلة وهو على دراية بتقدم عملية التوظيف وتقييمك في المقابلة.

من المرجح ان يستجيب مسؤول القسم على هكذا بريد الكتروني نظرًا لأن لديه مصلحة مباشرة في شغل المنصب ، فقد يكون أكثر استعدادًا للرد على استفساراتك.

أيضاً اجعل بريدك الالكتروني مختصراً ومهنياً ، لا يتجاوز الفقرة او الفقرتين وبلغة واضحة ومهذبة.

3- تواصل مع علاقاتك في الشركة (أصدقاء او أقارب).

اذا كان لديك أصدقاء او معارف او أقارب يعملون في الشركة التي قابلت فيها ، فيمكنك ان تستثمر هذه العلاقة لمعرفة تقدم عملية التوظيف ونتيجة مقابلتك ، اذا يمكن ان تعرف من خلال علاقاتك هل ما زالت الوظيفة شاغرة او تم التوظيف لها بالفعل او تم إيقاف عملية التوظيف لها مؤقتاً او أياً كانت حالة الشاغر لتكون انت على دراية بمجريات الأمور.

4- استمر في البحث عن وظيفة.

ننصح دائماً بأن تبقى مستمرا بالبحث عن وظيفة (في حال كنت عاطلا عن عمل) حتى وان شعرت بأنك نجحت في المقابلة وان فرصة قبولك في الوظيفة اكبر من غيرك من المرشحين.

اذ ما لم يكن هناك اجراء رسمي كحصولك على عرض وظيفي او عقد عمل او على الأقل اشعار بالقبول ، فلا تتوقف عن سعيك بالبحث عن فرص عمل أخرى فلعله تجد خيارات وظيفية افضل.

5- تقبل الموقف أياً كان.

أياً كان الموقف معك ، فعليك تقبل الأمر ، لا تعتبر نفسك خرجت من المقابلة خاسراً في حال تم رفضك ، بل انت رابح في جميع الاحتمالات ، كيف ؟

كل مقابلة تحضرها هي بمثابة تجربة جديدة مع لجنة مقابلات مختلفة ومع أسئلة مختلفة ، وهذا بالتالي مرة بعد اخرة يعزز لديك ثقتك بنفسك ويحسن من اسلوبك في التحكم بأعصابك واختيارك للأجوبة المناسبة والتعرف على أساليب المقابلات وأساليب مختصي التوظيف بطرح الأسئلة وكذلك حتى الأسئلة التي لم تستطع الإجابة عليها فأمامك الفرصة للبحث عن اجاباتها من بعد المقابلة.

كل هذا يعتبر رصيدا مضافا لك يعزز من قدراتك على حضور المقابلات واجتيازها بنجاح بمرور الوقت.

نموذج الاتصال

إرسال

إبحث في الموقع