نموذج واقعي عن أهمية الولاء الوظيفي و دوره في بناء وتحسين سمعة الشركة


في احدى السنوات عملت مسح حول اكثر الشركات العاملة في العراق تميزا بالاستقرار الوظيفي (الرضا والولاء الوظيفي و انخفاض معدلات الدوران الوظيفي) وشمل المسح شركات عراقية وعربية واجنبية جميعها تعمل في العراق وبمختلف القطاعات وفي حينها كتبت منشور على Linkedin وذكرت فيه شركتين عراقيتين وأيضا شركتين عربيتين وشركتين اجنبيتين هم الأفضل من حيث الاستقرار الوظيفي وتجاهلت ذكر الشركات الأسوأ.

في حينها اثنان من زملائي على Linkedin كانوا يعملون في شركة معينة (هي شركة اجنبية مميزة جداً) اعترضوا على عدم ذكر الشركة التي يعملون فيها وعلقوا في المنشور بكونهم مستغربين من عدم ذكر الشركة التي كانوا يعملون فيها كواحدة من الشركات المتميزة في مجال تعزيز الرضا والاستقرار الوظيفي وتوفير بيئة العمل المثالية، وفي حينها احدهم بدأ يذكر المزايا اللي توفرها الشركة.

طبعا كان ذِكْري لشركات معينة لا يعني ان غيرها سيئة، وفي الوقت نفسه فعلا كانت لشركة التي يعملون فيها من الشركات التي يحلم كل شاب ان يعمل فيها ، لكنها المسح لم تحصل على النسبة الأعلى وكذلك اخترت ان اذكر فقط أعلى شركتين من حيث التقييم.

النقطة التي اريد ان اقف عندها هي ان بعض الشركات لا تتوقف عند مسألة توفير بيئة عمل آمنة وتعزيز الرضا الوظيفي والاستقرار الوظيفي، بل تتخطاه لتصل الى مرحلة جعل الموظف يشعر بالانتماء للشركة والولاء لها بل الدفاع عن اسمها وسياستها والترويج لها بشكل مباشر او غير مباشر.

هذا واقعا لا يأتي من فراغ ولا يأتي مجاناً، بل يتطلب عمل جاد ورغبة حقيقية من الإدارات المعنية وحتى تخصيص ميزانيات مالية ورسم خطط عمل قد تكون متوسطة او حتى طويلة الاجل للوصول لهذا المستوى من تعزيز روح الانتماء والولاء للشركة.


نموذج الاتصال

إرسال

إبحث في الموقع