ما هي أهم أسباب دوران العمل "الدوران الوظيفي" التي تسبب استقالة الموظف المتميز؟


في عالم الموارد البشرية، هناك إجماع على ضرورة تغيير النظر الى المورد البشري من كونه مجرد تكاليف على الشركة الى كونه أصل رئيسي وأساسي من أصول الشركة و بواسطته يمكن تحقيق ميزة تنافسية للشركة.

ومن هنا صار لزاما على أرباب الاعمال والمدراء تحسين مهاراتهم في كيفيَّة خلق الولاء الوظيفي لدى الموظفين وتقوية وتعزيز شعورهم بالانتماء للشركة بل بالفخر بالإنتماء لها.

فمن خلال وضع خطط إدارية استراتيجية للموارد البشرية والحرص على تحسينها وتطويرها بإستمرار والمحافظة على عوامل التحفيز والمكافأة، يمكن للإدارة أن تخلق لدى الموظفين الولاء الوظيفي والشعور بالانتماء للشركة والحرص على مواردها وانتاجيتها كلٌ من موضعه، وهذا بدوره يؤدي بالشركة الى تحقيق أهدافها وتعزيز قدراتها التنافسية وتطورها ونموها بالنسق الصحيح، ويحفز الموظفين ويدفعهم الى بذل الجهود بمستويات تصاعُديَّة من الكفاءة والمهارة والابداع.

ومن اهم الأسباب التي تدفع الموظفين لترك وظائفهم والتي تسمى ( أسباب دوران العمل) أو (أسباب الدوران الوظيفي) طبقًا لأحدث الدراسات هي:

  • 16% انعدام فرص التطور المهني
  • 14% المدير غير داعم او غير محترم
  • 13% العائد المالي
  • 11% العمل ممل
  • 7% ساعات العمل
  • 5% أسباب لا يمكن تفاديها
  • 5% ظروف العمل غير الجيدة
  • 4% المشرف يفتقد العلاقات مع الموظفين
  • 4% المشرف يظهر الانحياز للبعض
  • 4% الموظف لا يحب ما يقوم به
  • 4% انعدام فرص التدريب
  • 3% المشرف يفتقد لمهارات القيادة
  • 2% ضعف القيادة من الإدارة العليا
  • 2% المشرف غير كفوء
  • 2% التمييز
  • 1% ضعف المهارات الفنية للمدير
  • 1% اختلاف الثقافات
  • 1% الفوائد من العمل
  • 1% المضايقات

وبشيء من التفصيل سوف نستعرض في HR insider بالعربي بعضاً من جذور الأسباب التي تؤدي الى ترك الموظفين لوظائفهم او ما تعرف بأسباب الدوران الوظيفي او أسباب دوران العمالة :

1- عدم دقة عملية التوظيف

قد تختلف المؤهلات التي يتمتع بها الموظف الجديد عن المؤهلات اللازمة لشغل الوظيفة وبالتالي فإن الموظف سرعان ما يترك العمل أو يستقيل لعدم تطابق مؤهلاته مع متطلبات الوظيفة وهذا قد يكون بإختيار الموظف عندما يجد نفسه يعمل في مكان لا يلائم خبراته وتطلعاته او يكون بإختيار الشركة عندما ترى فشل الموظف الجديد في اداء المهام الموكلة اليه بسبب عدم امتلاكه للمؤهلات والخبرات والمهارات المطلوبة للوظيفة التي تم توظيفه فيها، وهذا يدل على خلل في عملية التوظيف واختيار الشخص المناسب.

2- مشاكل تتعلق بعملية التدريب

قد لا توفر الشركة برامج التدريب المناسبة للموظفين وبالتالي يتعرض الموظفون لمشاكل تتعلق بجودة الإنتاج أو كميته وهو ما ينعكس سلبا على العائد المالي المستهدف ومستوى وحجم الإنتاجية المطلوبة.

3- مشاكل تتعلق بالمدراء والمشرفين

إن أحد ابرز أسباب ترك الموظفين لوظائفهم وإقدامهم على الإستقالة هو عملهم تحت إدارة او اشراف مدير غير محترف او غير مهني او غير محترم.

حيث يذهب الكثير من الخبراء الى الاعتقاد بأن اهم أسباب ترك الموظفين لأعمالهم تعود الى مشاكل مع مدراءهم او مشرفيهم، وتتنوع هذه المشاكل ما بين التعالي او عدم الاحترام او الزامهم بمهام صعبة او شاقة او تغليب مشاكلهم الشخصية على قرارتهم او كون المدير غير مؤهل لإدارة قسم او قيادة موظفين مما يؤثر سلبا على اداء موظفيه ... الخ، ومثل هذه الأسباب تدفع الأشخاص ذوي الخبرة والكفؤين الى ترك وظائفهم والبحث عن وظائف في شركات أخرى وغالبا ما تستقطبهم الشركات التي تبحث عن المواهب والخبرات.

4- مشاكل تتعلق بظروف العمل

  • اضطرار الموظف الى التنقل المستمر خارج المدينة أو الدولة من دون اتفاق مسبق او تعويض مناسب.
  • عدم توفر بيئة عمل مناسبة صحيا، نفسيا، قانونا، الخ.
  • عدم توفر مستلزمات ومتطلبات السلامة المهنية.
  • الأجهزة والمعدات اللازمة لممارسة الوظيفة غير جيدة وتتعطل باستمرار من دون دعم حقيقي من إدارة الشركة.
هذه كلها تخلق بيئة عمل طاردة للمواهب وغير جذابة وعدا عن ذاك بيئة عمل غير مريحة ولا آمنة.

5- عدم كفاءة برامج التوجيه والإرشاد

يقضي الموظفون الجدد فترة توجيه وإرشاد تسمى فترة الاختبار (أو تحت التدريب) يتعرف الموظفون من خلالها على كافة المعلومات اللازمة لممارسة عملهم كما يتم تزويدهم بأفضل الممارسات التي يجب عليهم تقديمها للنجاح في مهام عملهم الجديد وذلك من خلال برنامج متكامل يسمى برنامج التوجيه و الارشاد وعلى ذلك فإن كفاءة هذا النظام تحدد بشكل كبير النتائج المترتبة عليه من استمرار الموظفين في وظائفهم الجديدة أو استقالتهم نظرا لعدم نجاح البرنامج في تأهيل الموظف بالشكل الذي يتناسب مع احتياجات تلك الوظيفة.

6- مشاكل تتعلق بمعدلات الأجور والرواتب

في كثير من الأحيان يكون سبب ترك الموظف لعمله ناتج عن عدم حصوله على الراتب الذي يستحقه (من وجهة نظره) وقد يكون محقا أو لا، ولكن يجب على مدراء الموارد البشرية في الشركات الانتباه الى عوامل التعويض المعنوية والمادية في حالة الرواتب المنخفضة وإيجاد حلول لهذا الموظف للحصول على دخل اكبر مثل زيادة الراتب السنوية ، أجور ساعات العمل الإضافية ، حوافز سنوية ، الخ.

من جانب آخر ينبغي على أصحاب العمل وأصحاب القرار دراسة سوق العمل ومستويات الرواتب لدى الشركات المنافسة للبقاء على خط المنافسة في الاحتفاظ بالموظفين.

7- مشاكل تتعلق بتوقيت صرف الرواتب

قد تلجأ بعض الشركات الى تأخير موعد توزيع الرواتب وذلك نظرا لنقص السيولة المالية لديها او لسياسةٍ هي تتبناها، ويتناسى مدراء هذه الشركات أن الموظف قد يكون لديه التزامات شهرية ثابتة في مواعيد ثابتة، وأن أي تأخير في موعد حصوله على الراتب، سيكون له تأثير مباشر على موقفه من هذه الالتزامات وهو ما يؤدي الى تعرضه لضغوط كبيرة، وعندها يكون أكثر ميلاً الى التفكير في ترك العمل والبحث عن فرصة أخرى يلتزم فيها رب العمل بمواعيد توزيع الراتب.

8- انعدام فرص التطور المهني

الكثير من الأشخاص لا يفضلون العمل المريح او الروتيني الذي لا يوفر أي فرص للتطور المهني وتحسين المهارات وزيادة الخبرة، حيث يفضل هؤلاء الأشخاص ممن هم من فئتي (High skill & High will) و (Low skill & High will) يفضلون العمل في أماكن تمكنهم من اكتساب الخبرة والمعرفة وفيها من التحديات التي تصقل مهاراتهم وقدراتهم، ومتى ما تم توظيفهم في بيئة عمل مترهلة او يغلب عليها طابع العمل الروتيني المتكرر فإنهم سوف يجدوا خلال فترة قصيرة أنهم ليسوا في المكان الذي يلبي طموحاتهم المهنية فيبدأوا بالبحث عن فرص أخرى لدى شركات أخرى تلبي طموحهم ورغباتهم المهنية.

9- الموظف لا يحب ما يقوم به ولا يجد نفسه فيه

ليس غريبا ان يعمل الكثير من الأشخاص في وظائف غير اختصاصاتهم او في غير اهتماماتهم، ففي ضل النقص الحاد في عرض الوظائف وبالمقابل ارتفاع الطلب عليها من قبل الباحثين عن عمل، اصبح العمل في أي وظيفة خياراً لا ثاني له للكثير من الأشخاص بغض النظر عن كون الوظيفة تتماشى مع طموحه او رغبته او تخصصه.

هذه الفئة من الأشخاص سوف يتركون وظائفهم بمجرد حصولهم على وظائف باختصاصاتهم او وظائف في المجالات التي يطمحون للعمل بها ويجدون انفسهم فيها.

لذلك صار لزاما على مختصي التوظيف التحلي بِسِعَة و بُعْد رؤية عند اختيار الأشخاص في عمليات التوظيف

10- التمييز بين الموظفين في العمل

من أسوأ ما يمكن ان يواجهه الموظف في مكان عمله هو التمييز، ويعتبر التمييز طاردا للموظفين ومنفرا لهم من أعمالهم بكل أشكاله سواء كان التمييز على أساس العِرق او اللون او الدين او الطائفة او النسب او الجنس او غيرها من أنواع التمييز، التي تجعل بيئة العمل على الموظف اشبه بالسجن أو المعتقل وما يلبث الموظف قليلا الا وترك العمل بمجرد حصوله على وظيفة في شركة أفضل.

لذلك ينبغي على إدارة الموارد البشرية في كل شركة ان تكون لديها سياسة خاصة وإجراءات رادعة حول موضوع التمييز.

11- التحرش والمضايقات والتهديد

ليس أسوأ من التمييز إلا التحرش والمضايقة والتهديد، فإن أسوأ ما يمكن أن يتعرض له الموظف هو ان يتم التحرش به او يتم مضايقته او تهديده، فهذه من الأمور التي لا يتحمل معظم الأشخاص الصبر عليها او السكوت عنها كما في التمييز غالبا، بل يختار معظم الأشخاص ترك العمل مباشرة لو تم تهديدهم او تعرضوا الى تحرش أخلاقي او مضايقات في العمل.

وهنا ينبغي على إدارة الموارد البشرية ان يكون لها الدور الحاسم في مثل هذه المواقف حرصا على بقاء بيئة العمل آمنة ومستقرة وخالية من أية اضطرابات او مشاكل.


نموذج الاتصال

إرسال

إبحث في الموقع