هل ابحث عن وظيفة بتخصصي الجامعي فقط او اقبل بأي فرصة وظيفية بدلا من البقاء بدون عمل؟


غالبا ما يسألني بعض الشباب حول ما هو الأفضل لهم (ان يبحثوا عن وظائف باختصاصاتهم الجامعية ويرفضون أي وظيفة باختصاص آخر) أو (يعملون بوظائف بغير اختصاصهم بدلا من البقاء بلا عمل).

انا شخصياً سأتكلم عن نفسي كنموذج.
بعد ان تخرجت من الجامعة عملت بوظيفة ذات صلة بتخصصي الجامعي، لكني لم اجد نفسي في هذه الوظيفة على الاطلاق، بل كانت بعيدة كل البعد عن رغبتي وطموحي.

فتركت هذه الوظيفة وتركت مجال اختصاصي الجامعي ووضعت لنفسي مسار وظيفي مغاير، واخترت المجال الذي وجدته يناسبني ولاحقا وجدت نفسي فيه وصرت ابحث فقط عن الوظائف في هذا المجال الا وهو مجال إدارة الموارد البشرية.

فكنت اثناء ارتباطي بوظائف في مجال الموارد البشرية في الشركات التي أعمل فيها، احصل على عروض لوظائف في مجالات غير الموارد البشرية، وبرواتب أحيانا تفوق الراتب الذي استلمه في حينها، لكني كنت اعتذر عن قبولها.

لكن في ظروف معينة حصل فيها ركود في الاقتصاد وشحة في الوظائف، وجدت نفسي فقط امام خيارات وظيفية أخرى غير الموارد البشرية، لذلك اصبح من بين خياراتي ان اعمل بوظيفة في مجال مغاير، فعملت في وظيفة بمجال الدعم اللوجستي مثلا لفترة من الفترات.

لذلك انا أرى أن مسألة العمل هي مثل الثوب، فالثوب الطويل أو القصير أو الضيق أو الفضفاض جميعها تستر بدن الانسان لكن انسبها التي تكون على مقاس الشخص نفسه، بمعنى ان أي شخص قد يكون قادر على العمل في أي وظيفة لكن انسبها له هي التي تلبي احتياجاته وطموحه فكل شخص هو أعرف بظروفه الشخصية واهتماماته المهنية.

ومن جانب آخر ينبغي اخذ سوق العمل، وفرة الفرص، الاستقرار والرضا الوظيفي في الإعتبار لو أراد الشخص التنقل او تغيير خياراته.

بمعنى على كل شخص ان يدرس سوق العمل ليرى هل هناك وفرة بالفرص في المجال الذي يفضله او هناك ركود اقتصادي وشحة بالفرص، وهل يضع من أولوياته الاستقرار الوظيفي او ان لا باس لديه بالتنقل المستمر بين الوظائف، وغيرها من الاعتبارات التي تضع الشخص على الطريق الصحيح باتجاه اتخاذ القرار الأنسب.


نموذج الاتصال

إرسال

إبحث في الموقع