حل مشكلة عدم حضور المرشح الى المقابلة الشخصية بالرغم من تأكيده على الحضور


تُعَد عملية التوظيف اختبار حقيقي لإدارة الموارد البشرية بدءاً من جذب السير الذاتية وإستقطاب المرشحين ، وإعداد القائمة المختصرة ، وإدارة المقابلات وتقييم المرشحين وصولاً الى تقديم عرض العمل للمرشح المقبول ومباشرته العمل وتوجيهه في اول يوم لانضمامه.

في الواقع ، إن عملية البحث عن مرشحين واستقطابهم واعداد القوائم المختصرة وتحديد مواعيد للمقابلات معهم وتحضير قاعة المقابلة واستعداد لجنة المقابلة ، كل هذا يكلف الكثير من الوقت والمال ، وما يجعل الأمر يبدو سيئاً ومعقداً أكثر هو عدم حضور المرشحين في النهاية للمقابلات ، هنا يكون قد ضاع الوقت وتعطلت الجداول الزمنية لأعضاء لجنة المقابلة وأُنفِقَت الأموال بالفعل.

مع ظهور التكنولوجيا في ودخولها في مجال التوظيف ، أصبحت المقابلات عبر الفيديو حلاً موثوقًا وفعّالاً لمعالجة مشكلة عدم حضور المرشحين والتكاليف المهدرة بسببها.

في هذا المقال سوف طرح بعض الأفكار حول سبب عدم حضور المرشحين للمقابلات ونرى كيف تحل المقابلات عبر الفيديو هذه المشكلات.

سوء إدارة وتنظيم الوقت

من الناحية المنطقية ، كلما زاد عدد المرشحين الذين تخطط لمقابلتهم ، كلما استغرق الأمر وقتًا أطول لجدولة وترتيب المقابلات فضلا عن الوقت الذي ستستغرقه المقابلات نفسها وما تليها من عمليات.

نحن اليوم في عالمٍ الوقتُ فيهِ عنصراً جوهريًا للنجاح ومورداً ثمينا لا يمكن التفريط فيه لا على مستوى الشركات ولا على مستوى الأفراد.

لذلك من الممكن أن يتلاشى اهتمام المرشح بالوظيفة عندما يرى إجراءات توظيف بطيئة وتأخذ وقتاً طويلا ، قد يوافق المرشح على حضور المقابلة في بادئ الأمر ولكنه قد يفقد الاهتمام بالوظيفة إذا رأى ان إجراءات التوظيف روتينية وتستغرق وقتاً طويلا بين كل إجراء وآخر من إجراءات التوظيف.

على سبيل المثال في احدى الدول العربية توجد إجراءات توظيف تحددها الحكومة وتُلزِم شركات القطاع الخاص بتنفيذها وتحديدا في الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز ، حيث يلزم على المرشح ان يذهب الى جهة حكومية معينة لإستحصال وثيقة رسمية منها ، تبين هذه الوثيقة نية هذا الشخص بالعمل لدى تلك الشركة وهذا الاجراء غالبا يستغرق من يوم الى يومين ، ومن بعد استحصال هذه الوثيقة يلزم على المرشح ارسالها وارسال جميع وثائقه الوطنية الرسمية الى الشركة لتبدأ الشركة إجراءاتها في استحصال وثيقة رسمية من جهة حكومية أخرى لتتمكن بواسطتها من اصدار تصريح دخول صادر من جهة أخرى ثالثة تدير حقول النفط تسمح لذلك المرشح بالذهاب لهذه الشركة والدخول الى مكاتبها واجراء المقابلة وهذا أيضا قد يستغرق من 5 أيام الى 10 أيام!.

هذا فضلا عن الإجراءات الداخلية للشركة والخاصة بها والتي مع إجراءات الجهات الحكومية قد تستغرق ثلاثة أسابيع الى شهر وهذا من شأنه أن يدفع المرشح للبحث عن فرص أخرى ولعله يحصل على فرصة توظيف في شركة أخرى وبإجراءات توظيف ايسر واسرع.

لذلك اصبح إجراء المقابلات عن بعد عبر الفيديو يلعب دوراً مهماً في تسريع عملية التوظيف وتبسيطها لكلا الطرفين (الشركة والمرشح) ، اذ اصبح المرشحون لا ينتظرون لفترة طويلة حتى يتم الاتصال بهم وإجراء مقابلات معهم ، حيث يعقد مختصو التوظيف مقابلات بالفيديو مع المرشحين مما يوفر ما يقارب 65% من الوقت الذي كانت تستغرقه المقابلات الحضورية (وجهاً لوجه) والتحضيرات التي تسبقها.

إحتمال إلغاء المقابلة

بِغَض النظر عن الظروف الحقيقية غير المتوقعة والأسباب الواقعية الخارجة عن سيطرة المرشح ، فإنه عندما يطلب المرشح إلغاء المقابلة أو تغيير موعدها فإن هذا من الطبيعي أن يترك انطباع سلبي لدى مسؤولي التوظيف عنه . ونادرًا ما يكون هناك متسع من الوقت لدى مختص التوظيف لمنح المرشح فرصة ثانية.

هذا ينطبق أيضاً على مختصي التوظيف ، فإذا ألغى مختص التوظيف المقابلة أو غير موعدها فقد يُشْعِر ذلك المرشحون بعدم الاحترام او عدم الاحتراف في العمل لانهم قد يكونوا قد رتبوا جدولهم لحضور المقابلة ، قد يقل اهتمامهم لحضور مقابلة مُعاد جدولتها ، وقد يقررون عدم الحضور إلى المقابلة على الإطلاق.

بينما ليست هناك حاجة لإعادة تحديد موعد لإجراء المقابلات عبر الفيديو ، مما يقلل من مخاطر انسحاب المرشحين من عملية التوظيف الخاصة بك.

لا تغفل عن وجود منافسين لك على استقطاب المواهب

كما تتنافس الشركات فيما بينها على الأعمال والحصص السوقية والفوز بالمشاريع وتحقيق الأرباح ، كذلك تتنافس الشركات على استقطاب وتوظيف المواهب وأصحاب الخبرات والمهارات العالية ، إذ تتنافس الشركات بشكل مستمر على أفضل المواهب لشغل وظائفها الشاغرة.

لذلك ينبغي أن تدرك أن استلامك سيرة ذاتية لمرشح وتواصلك معه وتحديد موعد مقابلة معه لا ينعني أبدا أنك ضمنت توظيفه أو على الأقل أنه سيحضر المقابلة ، توقع دائما إمكانية وصول شركة أخرى اليه واجراءها مقابلة معه وتقديم عرض مغري له وبالتالي تكون قد اقتنصته من بين يديك ، فتعود انت لتبحث عن مرشح آخر.

بالطبع ، من المحتمل أن تكون شركتك ليست الوحيدة التي اتصلت بالمرشح وحددت معه موعد مقابلة ، وقد يكون المرشح أصلا قد قدم على الكثير من الوظائف الشاغرة وبالتالي إذا كنت مقتنعا ولو بشكل أولي أن مرشحاً معيناً او مجموعة مرشحين ملائمين لوظيفتك الشاغرة ولا ترغب بخسارتهم لصالح شركة منافسة ، فسارع بإجراء المقابلات معهم عبر الفيديو لتختصر الإجراءات الروتينية سواء الداخلية (الخاصة بالشركة) او الخارجية (الخاصة بالجهات الحكومية او النقابية) ان وجدت.

لا شك ان المقابلات عبر الفيديو أصبحت مفضلة ومحببة للباحثين عن عمل لكونها توفر لهم الوقت والجهد وحتى أنها تخفف من التوتر والارتباك الذي قد تتسبب به لهم المقابلات وجها لوجه ، لذلك فإن احتمال أن لا يحضر المرشح للمقابلة عبر الفيديو اقل من احتمال عدم حضوره الى المقابلة الحضورية وجهاً لوجه.

نموذج الاتصال

إرسال

إبحث في الموقع