أساليب وأنواع تقييم الأداء الوظيفي


يشعر معظم الموظفون وفي جميع أنحاء العالم بالتوتر والامتعاض عند سماع هاتين الكلمتين (تقييم الأداء) ، وفي الواقع عملية تقييم الأداء هي مصدر قلق وعدم ارتياح لكل من القائمين بعملية التقييم وكذلك الموظفين الخاضعين للتقييم ، فالكثير من المدراء او المشرفين يتجنبون نقل الصورة السيئة عن موظفيهم من خلال تقييم أدائهم وكذلك الموظفون يضطربون من كل عملية تقييم بشأن أدائهم والنتائج المترتبة على الضعف او القصور في أدائهم.

ولكن في الحقيقة، فإن عملية تقييم الأداء هي عملية قياسية تمامًا (غير عشوائية) تستند في تنفيذها على مجموعة معايير ثابتة ومحددة مسبقاً ، ويتم قياس إنجازات ومساهمات الموظف بتلك المعايير والأهداف وبالمقابل يلزم على الموظف ان يعمل على تحسين أداؤه ومهاراته ليلائم متطلبات وظيفته وتحقيق تلك الأهداف وهذا بدوره يصب في مصلحة الشركة والموظف نفسه.

بعبارة أدق فإن التوتر من عملية تقييم الأداء ليس سببه عملية التقييم بحد ذاتها وانما من النتائج المترتبة على عملية التقييم لو كان الأداء ضعيفاً والتي تكون في أسوأ حالتها الفصل وانهاء خدمة الموظف.

أدناه خمسة نماذج أو أنواع لعملية تقييم الأداء الوظيفي وهي الأكثر شيوعا وإستخداماً في هذا الشأن:



وفي أدناه الوصف التفصيلي لهذه الطرق وكيفية استخدامها بالشكل الأمثل الذي من شأنه ان يبدد مخاوف الموظفين من عملية تقييم ومراجعة الأداء اجمالاً:

التقييم البسيط للأداء

بالنسبة للشركات التي تجري مراجعات أداء منتظمة، أسبوعيًا أو كل أسبوعين على سبيل المثال، ستكون طريقة التقييم البسيط للأداء كافية لمراجعة أداء الموظفين.

فمن غير المتوقع أن ينجز الموظفون مهام أو أهداف ضخمة في فترة زمنية قصيرة ، وبالتالي فنموذج التقييم البسيط للأداء يرصد مستويات أداء الموظفين فيما يخص المهام المحدودة والبسيطة ولفترات زمنية صغيرة.

لا يُقصد من نموذج التقييم البسيط للأداء التعامل مع كميات كبيرة من البيانات والمعلومات، وهذا هو السبب في أنه يستخدم لمراجعة مساهمات ومنجزات الموظفين خلال فترة زمنية قصيرة.

في نهاية الشهر أو الفصل، يمكن تجميع نتائج هذا التقييم لإجراء مراجعة شاملة لما تم تحقيقه خلال الشهر او الفصل والمجالات التي تتطلب التحسين.

في هذه الطريقة من طرق تقييم الأداء تكفي بعض الملاحظات حول الأهداف التي تم تحقيقها ونقاط الضعف التي تحتاج الى تحسين مع اقتراحات لتحسين نقاط الضعف تلك.

من المؤكد ان نموذج التقييم البسيط للأداء هو أقل ترويعًا للموظفين، وهذا بدوره يجعل عملية التقييم تجربة أكثر إيجابية لجميع المعنيين بهذا الشأن.

التقييم الذاتي للأداء

إحدى طرق تحسين عملية تقييم الأداء هي في إزالة التدخل الخارجي، مثل "المدير" أو "رئيس القسم".

يمكن أن يتسبب القائم بعملية التقييم كالمدير او المشرف عن قصد او عن غير قصد في جعل عملية التقييم أكثر إرهاقًا وترهيبا للموظفين عندما يكون متحمساً أو متشدداً للغاية أو من خلال توقع نتائج من الموظفين ليس بمقدورهم تقديمها وتقييمهم على ذلك الأساس.

بدلاً من ذلك، تستخدم هذه الطريقة في تقييم الأداء حيث يطلب من الموظفين ملء نموذج او استمارة التقييم الذاتي للأداء، وإقرانها بأسئلة اختبار الشخصية لجعل العملية أكثر تحفيزًا، هذا سوف يجعل الموظفين يشعروا بثقة أكبر بشأن كتابة تقييم شامل لأنفسهم مما لو شعروا بالضغط من قبل مديريهم.

من خلال نموذج التقييم الذاتي للأداء، يمكن للشركة أن تقدم للموظفين معايير معينة لمقارنة أدائهم أيضًا، مما يزيد من تبسيط العملية.

وبالنسبة للمدراء المهتمين بمصداقية ودقة التقييم الذاتي، فقد يُفاجَؤون بمدى نزاهة بعض موظفيهم ، بالإضافة إلى ذلك ، يمكن متابعة التقييم الذاتي بمناقشة نتائج تقييم كل موظف لنفسه مع مديره حول تصوره ورأيه في أداء وإنجازات الموظف في تلك الفترة.

تكون جلسة المناقشة هذه أكثر قبولا للموظفين والمديرين ، مما يجعل العملية أكثر انسيابية وراحة.

تقييم الأداء الشهري

بدأت العديد من الشركات في إجراء مراجعات أداء شهرية لموظفيها، إذ يتم اعتماد التقييم الشهري في الشركات التي لديها موظفين بعقود قصيرة الأجل وللموظفين الجدد في فترة الاختبار.

بمجرد انتقال الموظفين إلى عقود بدوام كامل (نظرًا لتحسن أدائهم وتحقيقهم الأهداف الموضوعة لهم) يمكن تغيير طريقة تقييم أدائهم إلى فصلي (ربع سنوي) أو سنوي ، اعتمادًا على سياسة تقييم الأداء الخاصة بالشركة.

تعد مراجعات الأداء الشهرية أيضًا طريقة رائعة لتقييم تقدم الموظف فيما يتعلق بالمشاريع الجديدة، هذه الأنواع من المشاريع يتم فيها توقع الأخطاء التي يمكن أن تصبح كارثية إذا لم يتم اكتشافها في وقت مبكر بما فيه الكفاية.

سيضمن نظام المراجعة الشهرية للأداء أن الموظفين على المسار الصحيح وأن مهاراتهم في المستوى المطلوب.

قد يفضل الموظفون أيضاً طريقة تقييم الأداء الشهري لأنهم يتلقون تقارير منتظمة عن تقدمهم ، بدلاً من الإنتظار لنهاية السنة لإكتشاف مدى جودة أو سوء أدائهم.

تقييم الأداء الفصلي (ربع سنوي)

تعد مراجعة الأداء ربع السنوية الأسلوب الأكثر شيوعًا لتقييم الأداء في معظم الشركات، حيث تميل الشركات إلى تقسيم أعمالها على أرباع السنة (فصول السنة).

بمعنى آخر ، فإنه من المنطقي جداً مراجعة أهداف كل فصل من السنة مقابل إنجازات الموظفين.

يمكن إجراء مراجعات الأداء ربع السنوية من خلال عقد اجتماعات وجهاً لوجه بين المديرين والموظفين كلٌ على حدة ومناقشة مستويات أداؤهم خلال الفترة الفائتة التي يغطيها التقييم.

أيضا يمكن إنشاء تقرير ربع سنوي حول أداء الموظفين يغطي فترة الثلاثة شهور الماضية بناءً على المراجعات الشهرية أو نصف الأسبوعية في ذلك الفصل او ربع السنة.

إن السبب وراء نجاح مراجعات الأداء ربع السنوية وشيوع إستخدامها بشكل كبير هو وجود بيانات ملموسة يمكن الحكم عليها، نتيجة لتوفر الوقت الكافي للموظفين لتحقيق أهدافهم وإحراز التقدم المطلوب والملموس.

هذا بدورهِ يساعد على إراحة الموظف وطمأنته، فهو في ضل هذه النوع من تقييم الأداء سوف يتخلص من الضغط عليه لتحقيق أهداف كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة جدًا.

تقييم الأداء السنوي

لجعل عملية تقييم الأداء السنوي أفضل و أكثر فاعلية ودقة، فإنه من الأفضل إقرانها بمراجعات الأداء الشهرية أو الفصلية.

في التقييم السنوي توجد الكثير من المعلومات حول أداء الموظفين والتي ينبغي مناقشتها ومراجعتها، وفي حال إعتماد التقييم السنوي لوحده ستكون العملية معقدة ولا تخلو من أخطاء.

بدلاً من ذلك ، يمكن في عملية التقييم السنوي تجميع البيانات من مراجعات العام بأكمله (سواء التقييم الشهري او الفصلي) وتقديم تقرير واحد شامل.

وبعبارة أخرى ، فإن مراجعة الأداء السنوية هي نسخة من تقييمات الموظف على مدار العام بالكم الهائل من المعلومات والتعليقات والمؤشرات والاقتراحات التي تتضمنها.

تجعل هذه الطريقة عملية التقييم السنوي أقل صعوبة بالنسبة للمدراء وأقل ترهيبا بالنسبة للموظفين (حيث تكون لديهم فكرة واضحة عما حققوه على مدار العام ، واذا ما كانوا قد حققوا تحسن في أدائهم او لا).


مترجم المقال : أيمن باسم محــرر المقال : أيمن باسم المصــــــــــدر : [1]

[تمت الترجمة بتصرف]

نموذج الاتصال

إرسال

إبحث في الموقع